اسم الكتاب:الشخصية القومية الكردية دراسة في القيم والسياسة
الكاتب: صلاح ابراهيم هورامي
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية – 2013
عدد النسخ: 2500 نسخة
الطبع التصميم والغلاف: جوان قادر صوفي
رقم السلسلة: 62
*كتب الاستاذ المرحوم صلاح ابراهيم هورامي هذه الدراسة في عام 1992 ولكن الظروف العصيبة بعد انتفاضة الجماهير الكردستانية وتشكيل حكومة اقليم كردستان في ظل حصارين اقتصاديين، حصار اقتصادي دولي على العراق بشكل عام وحصار اخرعلى اقليم كردستان من قبل نظام صدام حسين المقبور، حالت دون طبعه.
وبعد كتابته هذه الدراسة بثلاث سنوات اغتيل الاستاذ صلاح هورامي على ايدي عناصر مسلحة تابعة لجماعات ظلامية منتمية الى جماعات اسلامية كردية متطرفة. ص5
*على الرغم من التطورات الهائلة التي حصلت في المجتمع الكردي على مر القرون، وعلى مراحل تاريخية مختلفة الى يومنا هذا، سواء من حيث التغيير المكاني، حيث التواجد المكاني في المدن او الزماني من حيث تغيير اساليب المعيشة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة من المكائن الزراعية او الوسائل الاعلامية، السمعية والبصرية، الا ان الانسان الكردي نفسه لم يتغير الى حد كبير. ص8
*لا تزال الشخصية تشكل حقلا خصبا ضمن اهتمامات ومساعي المهتمين من المفكرين والعلماء، ولا تزال النقاشات حامية حول العناصر الاساسية التي تشكل بناء الشخصية العامة. والسعي لتحديد اطرها. ولعل هذا يعود الى انماط الشخصية والاختلاف الابنية الاجتماعية في المجتمع الانساني الكبير. ص10
*يعد المجتمع الكردي من المجتمعات التي رزحت تحت وشائج نمط الانتاج الاسيوي. هذا النمط الذي كان سائدا في المجتمعات الشرقية من تاريخها الممتد من العصر البدائي الى اواخر عصر الاقطاع. ص16
*يمكن القول بان التراث القيمي في المجتمع الكردي تشكل من مصدرين.
الاول: خلق البيئة الايكولوجية الكردية والتي توارثها منذ القدم وشكلت (الزرادشتية) احد ابرز هذا المصدر.
الثاني: نابعة منى البيئة الفكرية الدينية التي تواجدت في المنطقة بعد الميلاد. ص23
*في المجتمع الكردي فان (البعد الديني )، يعد البعد الاساسي في البناء الاجتماعي، والذي يشكل الجذر الاساسي الذي تنمو من خلاله الشخصية، في الوقت الذي تشكل فيه الاختلاف الوظائف الذهنية باختلاف في الارضية الاجتماعية التي تنموفيه. ص26
*في المجتمع الكردي، لا يزال الولي او الشيخ او الملا يلعب دورا كبيرا في صياغة ذهنية الفرد . ص28
*المعروف ان لكل مجتمع ظروفه الخاصة من حيث بنيانه وتطوره العام. والدراسة النوعية الخاصة ضمن اطار الجزء والكل تحدد اساليب النضال والكفاح واولوية ما يجب ان يتجه اليه الاهتمام على الصعيد الفردي والجماعي. واقع الحال في المجتمعات الانسانية اثبت ان عملية التغيير والتبدل والعصرنة، تبدا من ذهنية الافراد، اي ان الثورة يجب ان تبدا من الداخل (الفرد). ان المجتمعات الاوربية لم تحقق تقدمها الا من خلال الارضية الفكرية ثم الاقتصادية في سنوات ما قبل القرن العشرين. ص33
*البناء الاجتماعي المتكون من انساق اجتماعية متعددة متداخلة، يعد العامل الاساسي في تحديد السلوك والعلاقات الاجتماعية في المجتمع، والذي يحرك هذا البناء ضمنا هو الفكر الديني في مجتمعنا بدرجة او باخرى. وتعد الاسرة اهم نسق اجتماعي يؤثر في تكوين شخصية الطفل، ويساعد على النمو الاجتماعي والنفسي للصغير وتشكيل سلوكه حسب سلوك والديه وقيمهما.ص36
*التربية وسيلة ديناميكية متطورة لنقل حضارة جيل الى جيل اخر. تميزت التربية في المجتمع الكردي عموما بقوالب ثابتة جاهزة، يقوم بها الاهل وممثلي المدارس والهيئات والقدوات( بالاخص رجال الدين)، وعن طريق الضغط والاكراه بدلا من الفهم والتعليم المعتمد على المحاكاة والتلقين. ص40
*الثقافة اذا كانت تعني تحديدا نظام القيم الاساسي للمجتمع او منظومة القيم الاساسية للمجتمع فان البناء القيمي الديني السائد في اوساط الجماهير الكردية هي المنظار الثقافي للفرد الكردي في تقييمه ومواقفه الفكرية تجاه الظواهر والاحداث المحيطة، اي انها الاطار الثقافي العام لمجموع الشعب في العشرات من السنوات الاخيرة، تواجدت على الساحة الثقافية الكردية ثقافات اجنبية والتي غدت منطلقات فردية واخرى جماهيرية، وقفت ضد الثقافة التقليدية، ولكنها لم تتمكن من توسيع قاعدتها الجماهيرية في ظل من غياب القاعدة المادية والتنظيمية، وكانت السلطة الفاشية في بغداد، العائق في انبثاقالثقافة القومية، كما عاش الشعب الكردي محروما من تداول تاريخه الثوري، ولذا عاش طوال العشرات من السنين مغتربا عن واقعه في وتابعا في مناهجه التربوية والفكرية. ص42
*ان مازق انساننا الكردي في المجتمع، هو مازق الذات، انها الجانب المظلم والمضمحل وسط نظم وقواعد محددة، والواجبات والقيم المعينة. ص42
* تعد القيم قمة التطور الذهني الانساني المجرد، تمكن الانسان من ان يسمو بنفسه على الطبيعة الحيوانية وعلى الصدفة والقدر من خلال التلازم بين العقل والعمل والقيم والغاية، جعلت من واقع الحياة الانسانية اكثر انتظاما وسيطرة على واقع حياته، وهي ظهرت بفعل متطلبات الوضع البشري القائم وضروريات المجتمع البشري. ومع التحديات المحيطة بالانسان، كانت القيم تتعقد وتتغير بما يكفل اعادة التوازن والاستقرار لهذا الانسان. ص44
*مع التقسيم الدولي لكردستان، تجزات الشخصية الكردية الكلية، في كل جزء تعرضت الشخصية الكردية الكلية، في كل جزء تعرضت الشخصية لسياسة القمع وانصهار معينة. التجزئة التي ترسخت، وتعرض كل جزء الى سياسة الدولة المستعمرة الهادفة الى امحاء الشعب الكردستاني، عمقت التمزق القومي والوطني، فالى جانب التمزق العشائري والمذهبي والديني وتصاعدها تحت السيطرة الراسمالية الاستعمارية، مورست الصهر والامحاء عن طريق اسلوب الارهاب الابيض. ص55
*في عام 1961 قدم البرزاني باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني عريضة طالب فيها بالاستقلال الذاتي الموسع في نطاق الدولة العراقية على ان ينفق في كردستان قسط كبير من عائد صناعة البترول في منطقة كركوك – موصل. ورفض قاسم الطلب واعلن حربه على الاكراد. ص60
*بدا البعث حربه الثالثة ضد الاكراد في اذار 1974 والتي مهدت لها متغيرات عديدة منها:- زيادة النفوذ البعثي في السلطة والمتمثل بجناح احمد حسن البكر صدام حسين بعد تغلبهما على جماعة ( ناظم كزاز) وعبد الخالق السامرائي، وزيادة واردات النفط مما مكن البعثيين من تقوية نفوذهم العسكري والاداري، هذا الى جانب الدعم الذي نالوه من الدول الكبرى ومنها الاتحاد السوفيتي، وفي هذا المجال، ولكون الاحزاب الشيوعية في العالم الثالث، كانت ذيلية تابعة للسوفيت، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، فانها وقفت مع البعثيين ضد الحركة الكردية. ص68
الخاتمة
ان بناء مجتمع حديث ومتطور، امر يتطلب جهود حثيثة ومستمرة قائمة على ادراك الابعاد التي اصابت العالم المعاصر، وبالاخص تلك التي اخذت بها دول كانت الى وقت قريب لا تملك سوى ادمغتها كراسمال ثابت.
ان الوعي محكوم بارادة التغيير، والشخصية الكردية اثبتت على مدار التاريخ انها تملك تلك الارادة. ولكن تبقى تلك الارادة غير متحققة بدون عوامل استمرارها: وهي
العلمانية، ونظام ديمقراطي مستقل.
 

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved