اسم الكتاب: النضال الدستوري للاستاذ ابراهيم احمد في العراق الجمهوري
اعداد وتقديم: د.شورش حسن عمر
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
سليمانية – 2011
التصميم:اميرة عمر
*في يوم 27/تموز/1958 الذي صادف يوم اعلان اول دستور مؤقت للجمهورية، زار وفد كردي قائد الثورة (عبد الكريم قاسم)، والقى رئيس الوفد الاستاذ المرحوم(ابراهيم احمد)خطابا هاما عن القضية الكردية في العراق، موضحا الجوانب المختلفة والمتشابكة فيها، كما عبر ايضا عن ماساة الشعب الكردي في ظل العهد الملكي واعرب عن موقف (البارتي) وشعب كردستان المؤيدة للثورة وترحيبهم بها. فجاء دستور 27/تموز 1958 المؤقت لينعكس هذا الواقع فيما يخص حقوق الكرد في المادة الثالثة منه، التي قام مشروع الدروس بتثبيتها في الدستور بتوجيه مسبق من قادة الحكومة، كما حدد له المصدر الذي يجب عليه ان يستقي منه هذه المادة، وهو منهاج حزب (المؤتمر الوطني) الذي ينص في المادة (6) منه على ان (يعمل المؤتمر على تعزيز التعاون بين المواطنين كافة وذالك باحترام حقوقهم وحرياتهم ويعتبر العرب والكورد شركاء في الوطن ويدعو الى احترام حقوقهم القومية ضمن الوحدة العراقية)، حيث تم تكليف كل من (ابراهيم احمد) و(مسعودمحمد)في سنة 1956 من قبل سكرتير حزب الاستقلال (صديق شنشل) ورئيس حزب الوطني الديموقراطي، بكتابة نص حول حقوق الكورد القومية، ليكون ضمن منهاج حزب المؤتمر الوطني الذي لم تجزه السلطة في حزيران 1956،ثم صياغة ما قدمه الاثنان لتكون المادة لتكون المادة (6) من منهاج حزب المؤتمر الوطني ومن ثم المادة الثالثة من دستور 1958المؤقت لاحقا. ص8
*تعاملت الحكومات العراقية المتعاقبة مع المطالب والدعوات السلمية للشعب الكوردي الذي كان شريكا اساسيا في هذه الدولة، بشكل لم يستمع الى تلك الدعوات والمطالب المشروعة، فبدلا من ان يقوم النظام الحاكم انذاك باعادة النظر على تينك المواد وفقا للصيغة المقترحة في المقال الافتتاحي ليدخل الى الدستور الدائم لاحقا بالشكل الذي ينسجم مع الواقع العراقي، وجهوا اصابع الاتهام الى كاتب المقال بكونه عنصريا ويهدف الى اثارة النعرة العنصرية في المقال، في حين كان الغرض الاساسي من وراء افكاره المطروحة فيه هو التصدي للنظرة العنصرية التي تبنتها الدستور بالمادة الثانية منه، وهو المرحوم( ابراهيم احمد) الذي كان رائدا للحركة الوطنية والديمقراطية في العراق قبل ان يكون سكرتيرا للحزب الديمقراطي الكردستاني، فهو بهذه الصفة كان من مهامه ومسئولياته ان يطرح مشاكل وقضية شعبه المضطهد في كافة المنابر والمحافل، فقام باداء دوره بشكل تام وذالك انطلاقا من الخلفية السياسية والقانونية التي كان يمتلكها، فهو بحق كان محاميا بارعا للدفاع عن هذه القضية، فاستطاع من خلال ثقافته الواسعة والمتنوعة ان يقود معركة دستورية لمصلحة شعبه مع الطرف الاخر. ص20
*ان المادة الثانية من الدستور المؤقت التي تنص على ان العراق جزء من الامة العربية لم تلاحظ عند وضعها الدقة العلمية والصحة المنطقية بقدر ما لوحظت الناحية العاطفية. ص34
*عبارة (العراق العراق جزء من الامة العربية) هي اذ ليست صحيحة علميا ولا منطقيا لان العراق كما علمنا (اما هو تقسيم سياسي للدولة المسماة حاليا بالجمهورية العراقية او اسم جغرافي تاريخي لجزء من ارض هذه الدولة ) فباي من هذين المفهومين لا يمكن ان يكون جزءا من الامة العربية لان الامة كما هو معلوم ومعروف في علم السياسة لا تعني الا جماعة معينة من الناس تكونت تاريخيا على ارضها الخاصة بها وتعيش حياة اقتصادية مشتركة لها لغتها القومية الخاصة وذات نفسية مشتركة. ص35
*ان المادة الثالثة من الدستور العراقي المؤقت هي ثمرة جهاد طويل شاق قام به الديمقراطيون الاكراد ضد سياسة المستعمرين والحكومات العراقية الموالية لهم الرامية الى ابقاء العلاقات بين العرب والاكراد في غموض وترك بني قومنا حالة قلق مستمر على مصيرهم بغية الاحتفاظ بالثغرات التي يستطيع المستعمر النفاذ منها الى صفوف الشعبين لتحقيق ماربه الاستعمارية بتطبيق سياسة (فرق تسد) البغيضة. ص45
*الشراكة بين شعبين او اكثر في ظل دولة واحدة لها امثلة عديدة في مختلف انواع الانظمة في عصرنا الحاضر،فهناك (سويسرا الديموقراطية) المثال الخالد للدولة المتعددة القوميات والتعايش الاخوي بين مختلف الشعوب.وهناك الاتحاد السوفياتي المثال الر ائع لتعايش القوميات المختلفة في ظل النظام الاشتراكي. ص74
*يجب ان لا ننسى ان العبرة في القوانين والنصوص الدستورية انما هي بالتطبيق ولذا فاننا لا نستطيع ان نفصل بين (النص والتطبيق) بحال من الاحوال خاصة واننا في عهد ثورة فجرت للقضاء على جميع الاوضاع الفاسدة، ومنها عدم تطبيق القوانين وتجميد مواد الدستور المتعلقة بحقوق الشعب فمن البداهة بمكان اذن ان يكون كلنا امل بان جميع النصوص الدستورية المتعلقة بحقوق الشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة تحظي بضمانات اكيدة عند وضع الدستور الدائم للعراق ويتمتع بها الشعب كحق مشروع له وكثمرة طيبة من ثمار نضاله الشاق الطويل التي لا يرى للحياة طعما بدونها ولن يقبل عنها بديلا .. ص51