اسم الكتاب: الديمقراطية دراسة فكرية سياسية
تاليف: عبد الرحمن كريم درويش
منشورات اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية – سنة 2012
لسنة 2012
عدد النسخ: 4000 نسخة
التصميم والغلاف: جوان قادر صوفي
*في اطار البحث حول ماهية الديمقراطية،لا يسعنا ادراكها الا بمنظار الفكر السياسي الذي يبعدنا عن تاويلاتها الاعلامية، وينتشلها من الغموض والارباك. ان منظار الفكر السياسي يتصف بغنى وتنوع زوايا النظر، والتي تعكس غنى وتنوع الفكر الانساني المنبثق من ترجمة لتنوعات البشرية في النواحي كافة، والتي تعكس بدورها هذا الغنى والتنوع. ص4
*كانت الديمقراطية عند اليونان تعني الخروج بالحكم من يد فرد متحكم او من يد الاقلية المتحكمة الى حكم الاغلبية، حتى تكون اغلبية شعب المدينة هي التي تحكم وتتصرف بحكومة خاضعة لدستور ومقيدة بهيئات نيابية تكفل التوازن بين السلطات المختلفة تكون فيها السلطة مملوكة لشعب لا يستاثربها فرد من الافراد ولا طبقة من الطبقات. ص10
*لقد اصبحت الديمقراطية اعظم قوة ثورية معاصرة فقد اصبحت غاية شعبية كنظام، وصارت وسيلة مثلى لحل المشاكل في العالم. ص15
*تماشيا مع مبادئ الديمقراطية اعترف الرومان بان الحكومة يجب ان تنطوي دائما على نوع من قبول الشعب، والتي تعبر عن تاثيرات اغريقية عليها، تابعت الديمقراطية مسيرها الوعر خلال ظهور بذورها الحديثة في الثورات الدينية التي حصلت في اوربا خلال الانقسام الديني وانحسار سلطة الكنيسة والدعوة الى التسامح بعد الحروب الدينية الطويلة التي عصفت وهتكت باوربا ثم ما لبثت ان ظهرت مذاهب دينية في اوربا هي ديمقراطية في روحها مثل المذهب البروتستانتي وبالاخص البيوريتانيين منهم الذين نجحوا في ترسيخ الديمقراطية في بريطانيا بعد اقرار وثيقة مكناكارتافي عام 1648م. ص18
*ان الديمقراطية مشروع نسبي تتغير انماطها واشكالها بتغيير المجتمعات باختلاف الخصوصيات. فهي من المفاهيم التي لا تاخذ شكلا محددا لا يمكن التغيير فيه بل هي مصطلح قابل للتطور من حيث الشكل والمضمون معا. وتاخذ صورا واشكالا متغيرة عبر الزمن. ص25
*ان الديمقراطية ليست مثلا او مبادئ في شكلها التجريدي، بل هو مجرد تمثلات فكرية للبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المؤسساتية والثقافية والقانونية التي تشتغل على ثلاث مستويات:
اولا: انها نظام علاقات معقدة بين اعضاء وجماعات وطبقات مجتمع ما، يتمتع فيه كل فرد او جماعة او طبقة بالمساواة امام القانون على اساس حقهم في حرية النشاط الاقتصادي المنظم في عقود وفي حرية المشاركة السياسية وفي حرية المعتقدات الدينية. ان عبارة انسان واحد – صوت واحد تعبر عن المظهر السياسي للمساواة الشاملة. ص31
ثانيا: انها نظام من العلاقات بين المجتمع في كليته والدولة بين المجتمع المدني، والمجتمع السياسي، بناء على احتكارين ان المجتمع المدني هو حقل الملكية وابلنشاط الاقتصادي والثقافي وان المجتمع السياسي هو ميدان احتكار وسائل العنف المشروعة وادارة القضاء دفاعا عن الحياة والملكية والثقافة والحريات ضد اي انتهاك لها سواء اكان داخليا ام خارجيا. ان العقد الاجتماعي ينص على ان المجتمع المدني يتنازل عن حقوقه في حماية الحياة والملكية الى (الدولة حاملة السيادة). وكذالك يحول هذه الدولة عبر الضرائب ويحتفظ بحقه في محاسبتها وتغييرها. ص32
*ثالثا: انها نظام تقسيم وظائفي مؤسساتي داخل المجتمع السياسي اي في بنية الدولة مثال ذالك ان كل واحدة من مكونات الدولة تقوم بوظيفة محددة بوضوح. ان النظام الديمقراطي القائم على العقد الاجتماعي وحكم القانون، والحكم بالرضى او التوافق وحكم الاكثرية، حكم دولة المؤسسات ودولة التمثيل الشامل ودولة تقسيم السلطات، المعرضة للمحاسبة والانتقال السلمي للسلطة لم تظهر جاهزة. ص33
*انشقت عن مفهوم الديمقراطية ديمقراطيات ذات سمات معينة منها:
الديمقراطية المشتركة (هي احدى اشكال الديمقراطية التي نادى بها الاشتراكيون الديمقراطيون وتمر عبر البرلمانات، وهي لا تستمد اصولها من الفكر الماركسي بل تعتمد على الانجيل والادبيات المسيحية.
الديمقراطية الموجهة (كان الرئيس الاندنوسي سوكارنواول من استخدم هذا المصطلح ثم اخذت به بعض دول العالم الثالث التي تنتهج مبدا عدم الانحياز، حيث ترى ان الديمقراطية الغربية لا تناسب الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلدانها مما يستوجب ان تخضع العملية الديمقراطية الى توجيهات الدولة ولو في بدايتها على اقل تقدير). ص47
الديمقراطية المركزية (وهو مصطلح استخدمه الشيوعيون لترويج ايديولوجيتهم المبنية على الدكتاتورية البروليتارية.
*تدل الديمقراطية على ذالك النوع من الحكم الذي تكون فيه السلطة العليا في الدولة لا بيد طبقة او طبقات خاصة بل بيد الشعب كله، تكون السيادة بيد الشعب كله، تكون السيادة بيد الشعب، والشعب كما يعتقد الكثيرون رمز المجموع الذي نحن جزء منه،والشعب ارادته هي ارادة حكيمة لانها تتجاوز المصالح الذاتية، والعدل الذي ينشده هو العدل المجرد العام، في يده القوة العظمى وحقه في الحكم المقدس دون جدال والتصويت هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ارادة الشعب. ص56
*المرتكزات الفكرية للديمقراطية:
1-الفردية: تعني تاكيد حقيقة الانسان بوصفه فردا انسانيا، اي تاكيد حقيقة الجوهرية التي تختلف اختلافا قاطعا عن حقيقة الوصفية واحواله الطارئة والوضع الذي ارتضاه له المجتمع اتفاقا او عرضا، وان العنصر الصالح في الفردية هو تساوي الفرص. ص57
2-النزعة الطبيعية: وهي التخلي عن هيمنة الاعتبار الميتا فيزيقي الذي اتصف به الفكر الوسيط، والاهتمام باكتشاف الحقائق الجزئية اكثر من الاهتمام البحث عن الحقيقة المطلقة. ص62
3- النزعة العقلانية: تعني الاعتماد على الفعل الانساني واعطائه الاهمية الاولى، واعطائه اسمى مكانة من اية سلطة خارجية، فان الحقيقة لا يمكن التوصل اليها الا عن طريق نشاط عقلي يقوم به الفرد اعتمادا على قواه العقلية الخاصة به. بمعنى اخر انها لا تقوم من قبل مؤسسة او قوة خارجة عن ادراك الانسان الفرد ولا عن الحياة الدنيوية. ص67

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved