اسم الكتاب: اعادة توحيد المانيا ( مقدماتها واثارها )
تاليف: احسان عبد الهادي سلمان
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية- 2013
عدد النسخ: 2500 نسخة
التصحيح:محمد عمر
التصميم والغلاف: جوان قادر صوفي
المقدمة
اعادة توحيد المانيا هي الحدث الذي تم في الثالث من تشرين الاول 1990، حيث انضمت فيه جمهورية المانيا الديمقوقراطية(المانيا الشرقية) الى جمهورية المانيا الاتحادية(المانيا الغربية). فبعد اول انتخابات حرة جرت في المانيا الشرقية في الثامن من اذار 1990، بدات مفاوضات بين كلتا الدولتين تمخضت عنها معاهدة التوحيد، وفي نفس الوقت عقدت معاهدة بين الالمانيتين من جهة وبين القوى الاربع التي كانت تحتل المانيا (فرنسا، بريطانيا، امريكا، الاتحاد السوفيتي) سميت بمعاهدة(2+4) والتي وقعت في الثاني عشر من ايلول 1990 في موسكو، منحت من خلالها الدولة الجديدة الاستقلال التام.
*ظهرت بروسيا الحديثة في القرن السابع عشر، واستطاعت ان تنمو تدريجيا وتتوسع على يد اسرة الهونزورلن وخصوصا في عهد ملكها (فريدريك الكبير)، واصبحت دولة كبرى عاصمتها برلين، وغدت قوة عسكرية كبيرة في اوربا، متبنية الحرب كقضية مصيرية مرتبطة بوجود الالمان في اراضيهم. ص8
*في عام 1919، اسست جمعية دستورية انتخبها الشعب الالماني وفق نظام ديمقراطي جديد للجمهورية الفايمرية، ومنح المواطنون حق الانتخابات وضمانات دستورية بالحقوق الانسانية الاساسية. وانيطت السلطة السياسية ببرلمان ورئيس ينتخبون مباشرة من الشعب. ص12
*لقد ظهرت البوادر الاولى لانتصار الحركة الاشتراكية القومية(النازية) بسبب ضعف اداء الحكومة الجمهورية، وعدم الاستقرار السياسي الذي شهدته، مما وفر المناخ المناسب لظهور النازية، من حيث ان عدم الاستقرار السياسي ادى الى فقدان الالمان الثقة بالنظام البرلماني وزاد تطلعهم الى حكومة قوية مستقرة، فضلا عن ان المهانة التي شعر بها الالمان نتيجة اجبارهم على توقيع معاهدة فرساي، جعلتهم يتطلعون الى حكومة قوية تسقط عنهم عار توقيع تلك المعاهدة، فقدمت النازية الاجابة على ذالك. ص17
*لقد مرت سياسة الدولة المنتصرة ازاء الدول المهزومة وبالذات المانيا، بمرحلتين، الاولى، ركزت فيها على الاستئصال الجسدي والمعنوي للنظم الحاكمة وقيادتها ومؤسساتها، مع السعي الى اعادة تاهيلها بما يضمن عدم عودتها الى السياسات التي ادت الى نشوب الحرب والمرحلة الثانية، بات الدول المنتصرة في مساعدة الدول المهزومة على النهوض الاقتصادي والتحول السياسي الديمقراطي، بل وادماجها في منظومة احلافها ومنظماتها الاقتصادية.ص21
*رغم اختيار الالمانيتيبن مسارين مختلفين (او بالاخرى تم اختيارهما لهما)، فقد واجهتها الكثير من التحديات المتشابهة في سنواتهما الاولى. كان التحدي الاكثر الحاحا هو حل المشكلة الاقتصادية والقضاء على معدلات البطالة المرتفعة ومعدل الاجور المختلفة قياسا بالفترةالتي سبقت الحرب العالمية. وفي هذا المجال حققت المانيا الغربية نجاحا كبيرا في مواجهة التحدي الاقتصادي باعتمادها على نظام الاقتصاد الحر، وبالمقابل حققت المانيا الشرقية تقدما اقتصاديا ملحوظ لا يقل عن مثيلتها الغربية باعتمادها اصلاحات اقتصادية في القطاعات الزراعية والصناعية من خلال  تاميمها واتباع التخطيط المركزي. ص27
*لقد ادى انشاء كل من الالمانيتين وارتباطهما بالحرب الباردة الى اتهامات متبادلة فيما بينهما حول تمثيل الشعب الالماني.ص29
*في الواقع كانت الاوضاع الاقتصادية في المانيا الشرقية جيدة اذا ما قورنت بالاوضاع القائمة في بلدان اوربا الشرقية، فقد ارتفع مستوى المعيشة فيها، مع وجود قدر معين من الحريات، وتحقق بعض التقدم الملموس في مجالات اجتماعية واقتصادية وثقافية، ولكن العامل القومي كان له تاثير بالغ في نفوس افراد الشعب عندما كانوا معزولين عن ابناء جلدتهم في المانيا الغربية الذين يعيشون في ظروف اخرى. ص34
*اطر اعادة توحيد المانيا
اولا: الاطار الخارجي
ان المدخل الفعلي لفهم المتغيرات التي وقعت في المانيا الشرقية وادت الى اعادة توحيدها مع المانيا الغربية يكمن في فهم المتغيرات التي حدثت في اوربا الشرقية عامة، وفي الاتحاد السوفيتي خاصة.
ثانيا: الاطار الداخلي
من الواضح ان السبب المباشر لانتفاضة الشعب الالماني الشرقية ضد نظامه يعود الى وجود ازمة عميقة، هي ازمة الديمقراطية وفقدان الثقة بالسلطة من جانب، والامل الذي اخذ يتزايد بوصول رياح التغيير من سياسة البيروسترويكا الى بلدهم من جانب اخر، لكن تعنت السياسة للحزب الاشتراكي الالماني الموحد ورفضها لاية اصلاحات ولجوئها المتزايد لاستخدام القمع وتعمق الازمة الاقتصادية وانخفاض حجم السيولة النقدية بسبب تراجع المبيعات الخارجية، وغير ذالك من الاسباب كانت وراء تحرك شعب المانيا الشرقية للانتفاض على النظام واسقاطه في اول انتخابات حرة جرت في اذار 1990. ص52
*ان البطالة وتزايدها في شرق المانيا ارتبطا مباشرة بعمل هذه الهيئة، والتي اصبحت العدو رقم واحد للالمان الشرقيين، واصبحت قراراتها ارقا مزعجا لكل عامل بقي يعمل، لكنه ينتظر صباح كل يوم ان يصله قرار الصرف من العمل. ص63
الخاتمة
ان تقسيم المانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان بمثابة انطلاقة الشرارة الاولى للحرب الباردة والصراع الطويل والمعقد بين المعسكر الغربي والشرقي. وكان لهذا التقسيم اسبابه واثاره ونتائجه، التي انعكست بدورها على عملية اعادة توحيد المانيا.

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved