المصالحة الوطنية بين التحدي والتحقيق
د.اسماعيل نامق
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية 2012
التصحيح:محمد عمر، كيوان سعد
التصميم الداخلي والغلاف: جوان قادر صوفي
عدد النسخ: 4000 نسخة
مقدمة:
ان الصلح والتصالح لا ياتي الا بعد الاختلاف والابتعاد وعكر الصفوف وخراب التجمع، لذا يحتكم الى التصالح للمها من جديد وحمايها من كل مضر.
المصالحة الوطنية كمشروع سياسي وقانوني ظهر للحفاظ على وحدة الوطن في ترابه وشعبه، وهذا الوطن مهما يكن صغيرا او كبيرا، ارضا وسكانا. عليه تعد المصالحة الوطنية وسيلة مساعدة للحيلولة دون فسخ العقد الاجتماعي المبرم بين افراد الجماعة، لذا فان الحاجة اليها مرتبطة بوجود الجماعة.
تقتصر المهمة في هذا البحث على دراسة المعوقات والصعوبات التي تعترض مشروع المصالحة الوطنية، ومن ثم دراسة وتبيان المبادئ التي يكفل الالتزام بها تحقيق المصالحة الوطنية وتوثيقها.
*ان المصالحة الوطنية مشروع سياسي وقانوني،يصبو الى تحقيق اهداف اجتماعية، تتمثل في التلاحم الوطني والوئام القومي، والاستقرار النفسي للشعوب. ص35
*ان سيادة القانون اصل من اصول الدستورية، يترتب على هذا الاصل عدم امكان السلطات العامة في بلد ما ان تمارس سلطتها الا وفق قوانين مكتوبة صادرة وفق الاجراءت المتفق عليها من الشعب، وذالك حماية ضد الاحكام التعسفية في الحالات الفردية.ص38
*المساواةهي معاملة الناس بالتساويواعطائهم فرص متساوية وحصص متساوية تتناسب ومشاركاتهم. ص45
*ان الالتزام الحرفي بالمساواة في ما عدا الاشياء التي لا غنى عن مراعاتها فيها قد يؤدي الى نتائج ليست بمرضية،لان المساواة تقتضي دوما اعطاء الكل حصص متساوية، بالتاكيد يؤدي الى عدم التمييز بين الموهوبين وغيرهم، بين العاملين وغيرهم، وعدم التمييز هذا ينتج عنه حتما الجمود وعدم التطور ومن ثم لربما قد يؤدي الى الانقراض، لمنع تلك الحالة ظهر مفهوم اخر اقتضى احكاما تختلف عن التي تفرضها المساواة وهو العدالة، فهما يكملان بعضهما بعضا. ص53
*قيلت عن العدالة افكار مختلفة، واعطيت لها معان متباينة، ودارت حولها مناقشات متباعدة وطويلة، لكن كل هذه المناقشات والاختلافات في الافكار والمعاني عن العدالة تدور حول نقطة واحدة الا وهي الحق، فالعدالة في جوهرها ليست الا وسيلة بيد المحق والمستحق ليحصل بها على حقه. ص55
*ان العدالة تقتضي هذه الامور الثلاثة:
اولا: هدف العدالة، وهو احقاق الحق.
ثانيا: وسيلة العدالة لتحقيق هدفها، هي الموازنة بين المصالح.
ثالثا: قوام العدالة، وهو اللامساواة بين ما لا يقتضي المساواة، والمساواة بين ما لا ينبغي فيه اللامساواة. ص57
*الصلح لغة له معنيان، اولهما ضد الفساد، وثانيهما السلم، اما المصالحة، فجاءت من المعنى الثاني لان مصدرها الصلاح.
هنا لا بد من الاشارة الى ان الصلح قد تسبقه وسيلة اخرى من وسائل حل النزاع والخلاف، وهذه الوسيلة تتمثل في العفو فالمظلوم في بعض الاحيان يبرئ ذمة من ظلمه ويعفو عنه، سيما ان كانت الخطيئة التي ارتكبت، يسيرة او اقترفت عن طريق الخطا. ص64
*هناك تجارب بعض الدول والشعوب في مجال المصالحة الوطنية، لان دراسة تلك التجارب تضفي بعدا عمليا وواقعيا على هذه الدراسة، منها
اولا: تجربة جنوب افريقيا:
في السنوات الممتدة ما بين( 01960- 1983) والتي ارست هيمنة البيض واقصت الغالبية الساحقة بسبب لون جلدهم، وقد ادت ايديولوجية نظام التمييز العنصري وسياسته الى تاسيس الصراع والمعانات والظلم على نطاق واسع.ص72
ثانيا:تجربة تشيلي والارجنتين:
ان المعتقلين كان هناك 1080 من الاطفال والاحداث الذين لم تزد اعمارهم عن 16 سنة فيما تضمن هذا العدد 88 طفلا كانت اعمارهم اصغر من 12 سنة كما اوضحت ان 33299 حالة اعتداء جنسيوقعت على المعتقلات من النساء موثقة في ذالك 229 حالة للنساء اللائي حملن جراء حالات الاغتصاب التي تعرضن لها وهن رهن الاعتقال، وكذالك سجلت 35 حالة اجهاض تحت التعذيب، اضافة الى كشفها وتوثيقها للظروف القاسية والمعاملة الوحشية التي كان يلقاها المعتقلون، وغيرها من الاوضاع المزرية والمخالفة للاعراف الدولية والقيم الانسانية.ص86
*من المعلوم ان العراق بلد متعدد القوميات والاعراق والديانات والمذاهب، اي بتعبير ادق يمكننا القول انه بلد الاختلافات، وهذه الاختلافات قد تصادمت فيما بينها احيانا وتلاحمت احيانا اخرى، كذالك وقد حدث ان ياتي حاكم مستبد محاولا ان يمسح تلك الاختلافات عن طريق بطشه وسيطرته وسعيه لفرض ثقافة او قومية اوايديولوجية على الثقافات والقوميات والايديولوجيات الاخرى، لكن محاولاته لم يحالفها النجاح في النهاية، فظلت الاختلافات الموجودة كما هي، بل تقوت اثر تلك الممارسات الخاطئة. ص90

 

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved