اسم الكتاب: العراق واقليم كردستان احداث ومواقف من اوائل 2017 الى اواخر 2020
تقديم: سربست نبي
عدالت عبد الله
منشورات مكتب تنمية الفكر والتوعية في الاتحاد الوطني الكردستاني
التصميم والغلاف: جوان قادر صوفي
المقدمة:
الكتابة الصحفية ليست ترفا ادبيا، ولعل الميل الى الترف الادبي المبالغ فيه يشكل فخا للكتابة الصحفية وبخاصة السياسية منها. وفي افضل الاحوال تنشد الكتابة السياسية الى الاقناع والمساهمة في تشكيل وعي الاخر وموقفه من حدث ما. ومن هنا تتخذ من الاقتصاد في اللغة والدقة في التعبير والعمق في التحليل سبيلا لها للابلاغ.
*عندما يسالوننا بعض الاشقاء العرب في البلدان العربية عن حال البلاد والعباد في العراق، يعلمون مسبقا ان هذا البلد يعيش منذ حوالي عقد ونيف صراعات طائفية عنيفة، ويعرفون ان الارهاب والعنف، ان كان من طرف داعش او الميليشيات المسلحة او حتى اجهزة الدولة نفسها! بات، هو الاخر، يغذي وبشكل فضيع، كل منابع الفتن ويدمر بلا رحمة كل مقومات الاستقرار والسلاام والتعايش. ص14
*كيف نفهم ظاهرة انعدام الثقة والطمانينة لدى المواطن العراقي في ان يعيش في بقعة من الارض لا يتعرض فها للاضطهاد الطائفي والقومي كما هو حال السني اليوم عندما يخشى العيش في الكربلاء او النجف، او حال الشيعي عندما يود الانتقال الى الانبار او تكريت، او حال الكردي حينما يخاف حتى ان يلبس زيه القومي بحرية وبامان ويتجول في بعض مناطق وسط وجنوب العراق؟ اليس كل هذا موضع الخيبة والتشاؤم للحالة العراقية وعراق ما بعد الاستبداد والدكتاتورية؟ اليس هذا محل الخزي والعار للساسة والمسؤولين في الدولة والاحزاب الطائفية، التي انتجت لنا كل هذا الواقع الاليم المنبثق عن ثقافة الكراهية والطائفية والقوموية المتفشية في ربوع البلاد وبين العباد؟. ص26
*تجنبا لويلات وحروب اخرى طاحنة في البلد، ينتظر الكرد اليوم وبفارغ الصبر ان تتحرك الشخصيات والتيارات السياسية الشيعية الشرفاء باتجاه الحد من غطرسة هذه النخبة واصلاح الامور واحتواء الازمة.
والدعوة هنا موجه اولا الى شخصيات من امثال اية الله علي السيستاني، والدكتور عادل عبد المهدي، والسيد مقتدى الصدر والتيار اللبرالي الشيعي والمثقفين منهم وكل الذين لا يرغبون بمقاتلة الكرد ولا يحبذون سفك الدماء ولا يريدون اعادة التاريخ وتشويه سمعة الشيعة باكملها بسبب جماعة سياسية متسلطة وثملة.  ص44
*ان المظاهرات التي شهدتها مدينة السليمانية في اقليم كردستان وبعض من قصباتها، هي نتيجة طبيعية ومتوقعة لتفاقم الاوضاع الاقتصادية والازمة المالية الصعبة التي يعيشها الاقليم، وهناك تفسيرين مختلفين لوقوع الاضطرابات الاخيرة، احدهما يتهم بغداد بانها الجهة المسؤولة اساسا عما يحدث اليوم في الشارع الكردي، لانها هي التي قطعت الميزانية عن الاقليم ودفعت به الى ان يجري استفتاءا سريعا لتقرير المصير دون ان يدرس حيثيات الموقف الدولي الرافض للاستفتاء ويقرا رفض بغداد لهذا الاجراء ايضا ولعواقبه الاقتصادية والسياسية الوخيمة، ما ادى في النهاية الى هذه الازمة الراهنة وانفجارها جماهيريا. ص60
*الاخفاق في مخاطبة الاخر، يعود الى الفشل في التلاحم القومي، اي مشاريع التنسيق الللازم في المكان والزمان المطلوبين، بين القوى الكردية في اجزء كردستان الاربعة، والعمل معا لفهم الاخر، لا سيما من خلال مؤسسات بحثية ومراكز للدراسات تكون بمستوى عال من المهنية والعلمية، وخاصة في الدول التي قسم عليها الكرد بالاكراه الاستعماري ومن دون العودة لارادة هذا الشعب وتطلعاته. ص69
*واذا لم يفلح رئيس الوزراء الحالي، د. عادل عبد المهدي، في تكملة الحقيبة الوزارية حتى الان، فالامر لا يتعلق بشئ اخر سوى هذا الصراع المحتدم المتجدد، الذي لا يسمح بانتهاج اي سياسة تتوخى التدبير والتخطيط لاجتناب مساوئ ومازق ما كاان سائدا في العملية السياسية، فما بالك باي اجراء تشم منه رائحة ارضاء الفرقاء على حساب الكتل الرئيسية واستحقاقها الانتخابي. ص72
*ليست هناك نظريات سياسية وادارية جاهزة لادارة الدولة بدون اخذ بعض الخصوصيات التاريخية والمجتمعية والثقافية للدول، بنظر الاعتبار. ومن بداهة القول ان ثمة فرادة جزئية، او نسبية تتميز بها ااحوال الدول والمجتمعات، وتجعلها متمسكة بخصوصياتها النسبية، فضلا عن توجيهها الواعي لمطامح مقارنة الذات بالاخر، والافادة من تجارب الدول الاخرى والمراحل التاريخية التي مرت بها والتحديات التي واجهتها. ص75
*احساس بعض من المثقفين العرب الشرفاء بالوصم والعار في كل حديث عن مجازر حلبجة والانفال، وشعورهم بالذنب ازاء هذه المذابح، في حين انهم لم يكونوا، اساسا، على علم بكل ما كان يجري في العراق وما كان يمارسه النظام البعثي من سياسات قمعية وجرائم وحشية، والدليل هو، عندما علموا ببعض المجازر، لا سيما باحداث حلبجة وعمليات الانفال السيئة الصيت، لم يسكتوا عنها،بل سرعان ما سجلوا لانفسهم انبل المواقف الانسانية وانجبها من خلال رفضهم التام للجرائم المرتكبة بحق الكرد واستنكار جميع ممارسات نظام البعث في اوج عهده، غطرسة وهيمنة. ص94
*انعقاد مؤتمر جديد حول مسالة الحوار العربي – الكردي من قبل جامعتي بغداد وكوية والذي استمر لايام ( 28- 30 ابريل / نيسان2019) وانطلق فعالياته في مدينة كويسنجق في اقليم كردستان، حدث لافت ويثير الرغبة مجددا، لدى كل معنى بالامر، للحديث ثانية عن هذه المسالة. ص101
*ان العراق وبسبب عوامل عدة، وعلى راسها عاملي الجيو-سياسي وخارطة التقسيمات الطائفية، بلد معرض لان يكون ضحية حرب قادمة بين الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية. ص109
*ثمة من يسال، لم الحديث دوما عن احتمال تورط العراق وحسب في اي حرب بين الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقت الذي نجد ان لهذه الاخيرة اكثر من دولة جارة؟ الجواب هو، وبكل بساطة: صحيح ان الموقع الجيوسياسي لايران مطل على العديد من الدول كباكستان وتركمانستان وتركيا وارمينيا واذربيجان وبعض دول الخليج، ولكن مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية والروابط الاجتماعية والثقافية والدينية مع تلك الدول، لا ترتقي ابدا الى مستوى ما هو قائم بين العراق وايران في كل تلك الميادين، وخاصة منذ العقد المنصرم الى يومنا هذا. ص113
*تعزيزا لنهج الرئيس الراحل جلال طالباني (1933-2017)م وتجاربه السياسية الموفقة، نحث منذ فترة طويلة وعلى الدوام المسؤولين في اقليم كردستان العراق على التوجه الى بغداد والعودة الى طاولة الحوار الوطني بديلا عن تازيم العلاقات من خلال تصريحات احادية الجانب وغير مجدية في حسم اي ملف خلافي بين الجانبين. ص118
*مع تجربة العراق الجديد، بتنا بحاجة فعلا الى تفعيل لغة النقد ازاء الواقع الثقافي الذي يتوقف عليه جزئيا تطور اي مجتمع او تقهقره. والمجال الثقافي هو احد المجالات الرئيسية التي ينبغي ان يخضع للنقد البناء لكي يستمر في عطاءاته. ص141
*ان علينا اليوم ان نقر بوجود خلل حقيقي في طبيعة النظام السياسي المناسب للعراق، يكمن هذا الخلل، قبل اي شئ، في جعل اياديرئيس الدولة مكبلة تماما بدستور محافظ لا يمنحه الصلاحيات وحق التصرف، كنظراته في الدول الاخرى، ازاء الكثير مما يحدثويجري في البلد. ص152
*ان الاستراتيجية التركية تقوم عادة على تنفيذ اجندات مسلحة بذرائع مسبقة!، غير ان الهدف في النهاية فيما يتعلق بغزوه هذا هو ليس سوى انعدام الاستقرار في العالم العربي وبث روح الفتنة والكراهية بين الشعوب والمكونات في هذا العالم لان ذالك يصب مباشرة في مصلحته على المدى القريب والبعيد ويجعله تدريجيا بمثابة المرجع للعديد من الدول  والحركات السياسية في المنطقة العربية لا سيما في ظل الصراعات الطائفية والسياسية. ص155
*هناك اسئلة كثيرة حول الاسباب الحقيقية وراء تفجر الاحتجاجات الجماهير الراهنة، التي يشهدها اليوم العراق ومدنها المختلفة، فثمة من يدعي ان المظاهرات السلمية، التي اندلعت من ساحة التحرير ببغداد، هي ليست سوى مؤامرة ضد حكومة عبد المهدي وتسيرها اياد خفية، فيما يدعي بعض اخر ان ما يجري اليوم هو بمثابة ثورة حقيقية لا غبار عليها لابناء البلد ضد النظام السياسي والاحزاب المسيطرة على الساحة السياسية.. والحق ان الامر بحاجة الى وقفة حتى ولو كان الامر من باب ما يمكن اعتباره اعادة غربلة الوعي السياسي ازاء امور ربما تلتبس على المرء احيانا من حيث يدري او لا يدري !. ص159
*لا غرابة في ان يشكل الكرد في سوريا، الهاجس المحوري في كل جولة تفاوضية تركية مع اي طرف من الاطراف الدولية والاقليمية المعنية بالملف السوري. ولا يمكن للمرء ان يتخيل تساهل انقرة ابدا تجاه اي تطور ومستجد يفضي الى تحسين موقع الكرد السياسي في المنطقة، ان كان الامر تعلق بالكرد في سوريا او العراق او اي جزء اخر من كردستان، فالموقف تحول فعلا الى شئ من الكوردفوبا، اي ظاهرة مرضية تتجلى في خوف تركي مبالغ فيه وغير عقلاني بالمرة من الكرد وكراهية غير منطقية تجاه القضية الكردية. ص166
*ان السيد الكاظمي ليس الوحيد ممن علينا ان نراه ونرصده بل نستهدفه في المشهد العراقي، ولا الحكومة التي سيشكلها عما قريب !، وانما المهمة، اساسا تطال الجميع وكل الفرقاء السياسين والاحزاب المسؤولة عما ال اليه البلد ولا يستثنى هنا، من قبول المهمة هذه، احد، لان الكل في حقل السياسة متورط فعلا في تازيم العراق وتقهقره من كافة النواحي لحد الشعور لدى الجميع احيانا بوجودما يمكن تسميته بفراغ وجودي، او شئ من الادولة زالامستقبل!.ص171
*ينبغي ان تظل الازمات الاقتصادية والمالية، في مطلق الاحوال، ولا سيما الصراعات السياسية، في نطاقها الموضوعي وحسب ولا تتعدى ذالك، وان تلتزم بقواعد ما، او بقوانين متفق عليها، ولا تتجاوز الممارسات السياسية حدودها المتصلة بادارة شؤون البلاد والعباد، فما بالك ان تفضي بنا اليوم، مجددا، الى جحيم يحرق ثانية وامام اعيننا الاخضر واليابس من دون ادنى مراعاة لمشاعر المواطن وما يعيشه البلد من ويلات، وما يعاني منه المجتمع من ازمات خانقة ربما لن نجد من يطيقها على هذا الكوكب الا شعب مقهور كالشعب العراقي. ص173
 

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved