اسم الكتاب: المدارس السياسية الثلاث في العراق وامكانية التعايش السلمي فيما بينهما
الكاتب: فريد اسسرد
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية 2010
التصميم : اميرة عمر
المقدمة:
تتناول هذه الدراسة موضوعا بالغ الحساسية وهو كيفية التنسيق بين ثلاث اتجاهات عامة في العراق، ترتبط كل واحدة منها باحدى المكونات العراقية الرئيسية الثلاث وهي العربية الشيعية والعربية السنية والكردية.
*المدرسة الشيعية
تقوم المدرسة الشيعية على الدين. ان لذلك قطعا دوافعه التاريخية. ويقوم مضمون الفكرة الرئيسية للمدرسة الشيعية على انشاء بنيات سياسية لا تتعارض مع الدين وقابلة لحدمته. لكن هذه الفكرة في حد ذاتها جديدة على الفكر الشيعي، لان السياسة لم تدخل الفكر الشيعي الا في وقت متاخرنسبيا. ص11
*ويدل سعي بريطانيا لاقامة ادارة مستقلة للاماكن الشيعية المقدسة على مدى ادراكها لدور العامل الديني في الحياة العامة للشيعة. وفي عام 1920 لم يكن الشيعة يرغبون في حكومة تقوم على يد بريطانيا. ص13
*المدارس السنية
من الواضح ان الجذور التاريخية للعناصر الايديولوجية المكونة للمدرسة السنية هي بالاساس جذور دينية، لكن التطورات اللاحقة ساهمت في بروز اتجاهات علمانية قوية عززت التعددية الفكرية في صفوفها. ويقوم عماد المدرسة السنية على الدمج بين المقتضيات السياسية والبراغماتية بشكل رئيسي.ص16
*ان مفهوم الدولة في المدرسة السنية هو اكثر وضوحا مما هو عليه في المدرستين الشيعية والكردية. وقد تنبه البريطانيون الى ذالك منذ عام 1917. ص18
*في عام 1920 انشات بريطانيا حكومة مؤقتة في العراق برئاسة السني عبد الرحمن النقيب ضمت اربعة وزراء سنة وثلاث وزراء شيعة ويهودي. ص19
*المدرسة الكردية
ان الظرف التاريخي الذي نشات فيه المدرسة الكردية معقد للغاية. وبالامكان اعتبار الفترة من خروج العثمانيين من العراق في عام 1918 حتى صدور قرار عصبة الامم القاضي بضم الاكراد الى العراق في عام 1924، المرحلة التي وضعت فيها المقومات الاساسية للمدرسة الكردية حتى عام 1922 جرى التعامل مع اقليم كردستان كاقليم ذو وضع خاص. ولم يكن البريطانيون قد استقروا على راي نهائي بشان مصير الاكراد ومستقبلهم.وفي عام 1921 قرر مؤتمر القاهرة ابقاء الاقليم خارج نطاق الدولة العراقية ريثما تقرر بريطانيا مصيره النهائي. ص21
*ان المكونان الاساسيان في المدرسة الكردية هما الخصوصية القومية والادارة الذاتية. اما مفهوم حق تقرير المصير، المؤدي الى الانفصال، فهو مفهوم حديث جرى التطرق اليه في غالب الاحيان اما لتعزيز الدعاية للمسالة الكردية استنادا الى المقتضيات الايديولوجية واما لتوسيع هامش المناورة في الصراع مع بغداد. ولقد اعطى احتلال بريطانيا لبغداد في عام 1918 خلال الحرب العالمية الاولى فرصة اكبر لبروز فكرة الحكم الذاتي الكردي. وهذه الفكرة لم تكن غريبة لا على البريطانيين ولا على الاكراد. وقد تطرق اليها البريطانيون مع الاكراد في الداخل، مع الشسيخ محمود في السليمانية والسيد طه شمزيني في راوندوز، كما تطرقوا اليها في مباحثاتهم مع اكراد الخارج، كما هو الحال عندما خاض السير برسي كوكس غمار نقاش حول الموضوع مع الجنرال شريف باشا خندان في عام 1918 في مارسيليا بفرنسا. ص25
*الخاتمة
لقد فشل العراق السابق في ايجاد علاقة مستقرة بين مكوناته. وتعني هذه التجربة ان كن غير الممكن استمرار العراق موحدا ومستقرا دون استبدال علاقات القوة بعلاقات حرة وطوعية . ان الشرطان الاساسيان لقيام علاقات رضائية ومقبولة هما ايجاد شراكة حقيقية وتكوين دولة لا مركزية.

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved