اسم الكتاب: الفساد والاصلاح
تاليف: عماد صلاح عبد الرزاق الشيخ داود
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر( الاتحاد الوطني الكردستاني)
السليمانية 2012
التصميم والغلاف: اميرة عمر
عدد النسخ: (1000) نسخة
بسم الله الرحمن الرحيم
( فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير)
الحمد الله مستحق الحمد الذي اطعم وانعم ويسر ورحم، الحمد الله الذي ايقظ من عباده من اصطفاه رحمة للعالمين وقائدا للغر المحجلين اماما للمتقين وشفيعا للمسلمين سيدنا حضرة رسول الله (محمد بن عبد الله) عليه وعلى اله الاخيار وصحابته الابرار صلاة ربي وتسلميه ومن اتبع فعمل صالحا ليحشر مع الاخيار، متجنبين اذى يوم تشخص فيه القلوب والابصار.
*الفساد:- الكلمة التي كانت المساعي الخيرة وما زالت تسعى للحد منها.
*لم تعرف الانسانية تاريخا محددا لنشوء ظاهرة الفساد على وجه البسيطة. بل قد يكون الفساد ظاهرة نشات مع بداية الخليقة على الارض حيث نرى في الاثر قصة ولدي ادم(عليه السلام) (هابيل وقابيل) التي تدل على نشوئه منذ ذالك الزمن السحيق. ص11
*مفردة تناولها العديد من كتاب الادب والتاريخ والسياسة، ووردت في الكتب السماوية لتنبيه الناس وتوعيتهم الى جلل المصاب بهذه الظاهرة.
وتقسم الى نوعين:
1-الفساد الصغير: ويشمل: الية دفع الرشوة والعمولة، والية وضع اليد على المال العام والحصول على مواقع للاقارب.
2-الفساد الكبير: ويشمل: صفقات السلاح والتوكيلات التجارية للشركات متعددة الجنسية. ص25
*عند معالجة البعد التاريخي للفساد، ان الظاهرة عرفت منذ الازل ومستمرة حتى يومنا الحاضر. وبغية ايجاد العلاج الناجح للخلاص من الاثر السلبي للظاهرة المذكورة عرف الاصلاح منذ القدم على وجه البسيطة ايضا. حتى ان التاريخ يحدثنا بان الاصلاح ظهر مع ظهور اولى حالات الفساد في الارض، عندما قتل قابيل اخاه هابيل، وحيرته في امر اخيه المقتول الذي يحمل جثته، حيث ارسل رب العزة (سبحانه وتعالى) (في درس اصلاحي للبشرية) غرابا لمواراة سوء غراب اخر ميت، لكي يتعلم منه ابن ادم كيف يواري سوء اخيه( تعفن جثته وفسادها). ص27
*ان الاصلاح هو المفهوم المضاد للفساد، والية تدعيم ركائز ما تداعى وهلرم من بني ومؤسسات الدولة اي بعبارة اخرى هو عملية حقن مواد التصلد في اساسيات ذلك البناء، لاعادة تمتين تلك الركائز، وذالك باتباع اليات نبذ التخلفوتحرير المجتمع ومحاربة اساليب العزوة والمحسوبية، واختلاف الامتيازات بين افراد المجتمع. ص41
*بادئ ذي بدء فان الحديث عن الفساد الاجتماعي يقود دراسه لاستقراء اساليب الانحراف وحياد بني البشر عن الطريق القويم للفطرة الانسانية والتجرد من المثل الاخلاقية التي افرزها الوجود الانساني على وجه البسيطة. ص45
*لقد حدد فلاسفة السياسة منذ ازمنة سحيقة بان هدف التعليم هو توجيه الشباب الى معرفة القوانين الصحيحة كما جاء على لسان افلاطون اي بناء الشخصية الاجتماعية ذات القابلية على التصرف السوي (بالتنشئة السليمة) ولذالك نرى ان الاسلام حث على هذا المنحى ايضا بالتنشئة على الوجه الاكمل وان يكون العدل والقسط في المجتمع هو الاساس. ص47
*يعد الفساد الاداري واحدا من اهم انماط ظاهرة الفساد مدى التاريخ، لما عرفته الاجيال التي خلت منذ الازل عنه، اذ عرف (مثلا) عند قدماء الصينيين والمصريين، فكانت جل نصائح حكماء هذه البلدان تتعلق بالصفات والسلوكيات التي يجب ان يتحلى بها شاغل الوظيفة العامة، تجنبا لما قد يظهر من بوادر تساعد على نمو هذا النمط من الفساد. ص59
*شخص البروفيسور د. ديفيد جولد استاذ العلاقات الدولية بجامعة بتسبرج، والدكتور خوزيه امارو ريسي الاستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة سييتون هول ( الخبير لدى البنك ىالدولي) في دراسة عن اثر الفساد الاقتصادي على الدول النامية الى ان بعض المجتمعات استطاعت التغلب على الفساد في الدول المتقدمة الا ان الظاهرة لا زالت متفاقمة في عالم الجنوب العالم الاكثر فقرا ومعاناة من ضنك العيش. مما يؤدي الى اتخاذ قرارات اقتصادية في تلك الدول مخالفة لمتطلبات الواقع الفعلي وبذالك تسود الفوضى كل مظاهر الحياة. ص73
*من صور الفساد الاقتصادي عبر التسلح ننتقل الى صورة اخرى يتوضح فيها الفساد الاقتصادي هي نشاطات وانتشار شبكات مافيا المخدرات كواحد من نشاطات ( الجريمة المنظمة) التي اصبحت تشكل قوة اقتصادية هائلة يستطيع اطرافها بسطةتهم المالية افساد حكومات باكملها نتيجة لما ترتكز في ايديهم من اموال ضخمة(مئات البلايين من الدولارات). ص78
*يشكل الفساد السياسي قمة الهرم مابين انماط الفساد الاخرى التي تناولناها بالدراسة في بحثنا هذا، على انه النمط الاخطر في موضوعة الفساد التي كما اسلفنا لا يمكن الفصل التام بين انماطها لعملها بشكل متداخل في تاثيرها الضار على المجتمع والدولة، لذالك حاز الموضوع جانبا كبيرا من اهتمام الكثير من المفكرين . ص85
*ان الدراسة ترى ان الفساد السياسي يعني :-
الخرق الواضح لقيم النزاهة في اداء الواجب الرسمي عن طريق استخدام اللاحق على انه حق. وتحقيق الاثراء على حساب الغير، وعلى حساب المال العام. انه استغلال النفوذ للاعتداء على قدسية القانون من خلال العلاقات الشخصية وقيم التمييز العرقية ، بحيث تكون المحسوبية والمحاباة دليل عمل لاصحابه. ص86
*تشير الدراسات التي تناولت ظاهرة فساد الاحزاب وتزوير الانتخابات الى انها عرفت في عالم الشمال كما عرفها عالم الجنوب، وعلى حد تعبير (جوزيف لا بالمبورا) ان الفساد السياسي يكثر في الدول التي تحدد  فيها الانتخابات المستقبل السياسي للاحزاب والنخب السياسية المختلفة وامكانات وصولها للسلطة، في العديد من دول الهالم المتقدم او النامي. ص99
*ان الثورة التقانية وتوابعها هي حصيلة ما توصل اليه العقل البشري من انجازات، واكتشافات، واستخدام لادوات، والطرق العلمية والمنهجية والمعرفة المنظمة، لابتكار ادوات ووسائل جديدة متطورة ومطورة تستهدف تمكين الانسان من السيطرة المستمرة على الطبيعة والكون، والاستخدام الامثل لكل القدرات والامكانات الموجودة بسرعة اكبر وجودة افضل وانتاج اوفر، وكلفة اقل. ص107
*يرى منظرو الراسمالية الجدد ومسؤولو الصناديق الدولية ان الخوصصة هي واحدة من عدة سبل تحث البلدان على اتباعها لتقليص حجم الفساد الناجم فيها وذالك طبقا لوصفات المؤسسات الراسمالية الدولية ( كالبنك الدولي مثلا)، الا اننا في مبحثنا هذا سنخالف ما اوردته الوصفات المذكورة لتوضيح كيف ان الوصصة تساعد في احيان كثيرة الفساد او تخلق البيئة المناسبة لنمو او استشراء الفساد. ص120
*ان معالجة موضوع الفساد من خلال تحرير التجارة يشكل نقطة ذات تفرعات عديدة ولكون الموضوع يرتبط بالاقتصاد والاقتصاديين اكثر من ارتباطه بالسياسة ( الا انه في عالم اليوم وضمن طروحات (العولمة) يشغل اهتمام الكثرين من المختصين في العلوم الاجتماعية)، لذا سنحاول التركيز على بعض النقاط التي نستقرئ من خلالها بروز الية الفساد ضمن الموضوع . ص130
*في بداية الحديث عن الثغرات القانونية وضعف دور الرقابة على كبار المسؤولين العموميين والموظفين في الدول نجد انفسنا امام شقين :-
الشق الاول: هو الثغرات القانونية.
الشق الثاني: فهو ضعف دور الرقابة.
الا ان الشقين بطبيعتهما متلازمان ومتداخلان، لكن ضرورات البحث العلمي تملي الفصل بينهما وتدع التداخل يفصح عن نفسه في خلال الموضوع كله. ص137
*الفساد يشكل اخطر معاكس لعملية التنمية حيث يؤدي الى استنفاد الموارد، واختلالات في البنى الاساسية التي ترتكز عليها عملية التنمية. ص148
*ان السيادة هو ان تكون الدولة هي ذاتها ( السيد الوحيد الذي يتصرف بامرها)، اي بعبارة اخرى تكون الدولة ولية امر نفسها بنفسها، الا انه في بعض الاحيان تلزم الدولة نفسها بالتزامات تجاه اطراف اخرى تسمح في التنازل عن شئ من سيادتها تجاه هذه الالتزامات، واخطر ما يكون حسب ما توضح لدينا من تلك الالتزامات هي الالتزامات تجاه سداد الديون، حيث تسبب هذه الحالة في احيان كثيرة امكانية التدخل الخارجي في الشان الداخلي، وبالتالي تتسبب في فرض سياسات معينة، على الدولة تنفيذها، من قبل الجهات الخارجية التي تقدم القروض ( كما لاحظنا حالة صندوق النقد الدولي وتصرفه مع اندونوسيا) تخرق سيادة الدولة. ص178
*يعد نظام الامبودسمان واحدا من مظاهر الرقابة لاستئصال شافة الفساد ويمكن توصيفه على انه: نظام المحقق في الشكاوي ضد موضفي الدولة. ص206
*عرفت البيروقراطية على انها نظام المركزية في الاعمال الرسمية( وهو يقر التدرج الطويل في المسؤلية وتسلسل الدوائر وتعددها في المصلحة الواحدة وارتباطها برئيس واحد). ص224
*على الجهات التي تبغي مكافحة الفساد وضع ضوابط رقابية صارمة على اليات الخوصصة التي تشكل واحدا من المداخل الرئيسة للفساد، خصوصا في البلدان المتحولة من الاقتصاد الموجه الى اقتصاد السوق. ص225



 

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved