اسم الكتاب: الرجلان اللذان الحقا الكرد بالعراق
اسم الكاتب: ديفد كورن
ترجمة: حسن سيدو
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية- 2013
عدد النسخ:2500 نسخة
التصحيح: محمد عمر
التصميم والغلاف: جوان قادر صوفي
هذا الكتاب بقلم مؤلفه ديفد كورن الذي اطلع على شؤون المنطقة عن كثب، ابان فترة خدمته في بعض دول المنطقة، والتي امتدت لاربعة عقود تقريبا، يقدم بحثا من خلال الوثائق السرية الغربية، يحتوي على معلومات في غاية من الاهمية،وهو عبارة عن عمل توثيقي اكاديمي يعرض عشرات الوثائق متنوعة المصادر، في ما يخص قضية الحاق كردستان العراق بالعراق العربي.
واهمية هذا الكتاب في حقيقة الامر، تكمن في انه يحتوي على عناصر قيمة، من وثائق نادرة ورسائل وبرقيات في غاية من السرية، التي كان المسؤولون البريطانيون رفيعو المستوى يتبادلونه، وقام الكاتب بنقلها بموضوعية وامانة تامتين، قل نظيرها،يبحث فيه كيفية الحاق كردستان العراق عموما، وولاية الموصل على وجه الخصوص، بالولايات العربية العراقية وقتذاك، في فترة مابين الحرب العالميتين. والمؤلف هنا لا يكتفي بسردالوقائع التاريخية، او بتفسيرها وتحليلها، فحسب،وانما يستخدم هذا العرض المعمق من اجل تقديم ما كان يجب ان تقدمه تلك الوقائع، لحل القضية الكردية، في اطار المخططات التي رافقتها.
وبالتاكيد لا يحصر هذا الكتاب كافة الوثائق المتعلقة بتلك المسالة، الا انه يضم اهم الوثائق المتعلقة بها على تنوعها، وهي تشمل القرارات الصادرة عن الحكومة البريطانية والحكومة الهند- البريطانية وقيادتها ووزارتها ومكاتبها الاستعمارية في المنطقة، وتبادل البرقيات فيما بينها، في ما يتعلق بمصير ولاية الموصل ذات الغالبية الكردية.
وتضمن الكتاب ايضا مجموعة من القرارات الصادرة عن الحكومة البريطانية وجلالة ملكة بريطانيا في ذالك الخصوص، والتي كانت تدعو الى منح الكرد نوعا من الحكم اشبه ما يكون بحكم ذاتي، على غرار منحهم للولايتين العربيتين (العراقيتين)، كما ضمت الوثائق البيان الختامي لمؤتمر القاهرة حول رسم سياسة جديدة في المنطقة، بالاضافة الى عرض كلمات بعض المشاركين في المؤتمر.
*ضم الكتاب العديد من الوثائق الدولية، حيث عرض الوثيقة الصادرة عن مؤتمر سان فرنسيسكو الذي اقر مبادئ الرئيس الامريكي ودرو ويلسون ال (14). واهميته تكمن في انه جامع لاهم الوثائق المتعلقة بالشان الكردي، في فترة ما بين الحربين المدمرتين بطريقة علمية موثقة، الى جانب ضمه لفهرس بالمحتويات،اضافة الى فهرس الاسماء.
*والحق يقال، يعتبر الكرد افضل مكون بشري للاستقرار الداخلي في المنطقة، وهم فيه افضل بكثير من الفرس والعرب. وذالك لما لهم من امكانية وقابلية كبيرتين على التعلم والتقدم، غير متوفرة عند الفلرس العرب. فضلا عن انهم من اكثرالقوميات قابلية على الاستفادة من تاسيس حكومة مستقرة ومتطورة في منطقة الشرق الاوسط، عن باقي الشعوب الاخرى.
هكذا وصف الكرد الميجر ادوارد وليام جارلز نوئيل الضابط الذي كان مساعدا ل السير بيرسي كوكس المسؤول الاول للحكومة (البريطانية الهندية) في العراق. والذي خالط الكرد عن قرب. ولكن بعد ان اثار انطباع "نوئيل" هذا، حفيظة مرؤوسيه في العراق بعدما لمسوا تفهم "لندن" لكلامه. لم يجد "الكرد" بعده من هو انسب لتفهمهم مرة ثانية من "نوئيل" لان المهمة هذه المرة كانت مختلفة، اذ كان مطلوبا من "الكرد" ان يكونوا كبش الفداء لحسابات استعمارية ومصالح اقليمية. وهكذا فان الكرد اضطروا الخضوع لسنن الامر الواقع، دون ان تتاح لهم فرصة كافية ليكونوا جزءا من المعادلة الاقليمية،لا بل صيغت ليقوموا بوظيفة كبش الفداء.
القسم الاول
في الوقت الذي قام فيه البريطانيون بالحاق الاراضي الكردية، الواقعة ضمن ولاية الموصل العثمانية بالعراق، العراق الذي قام بتشكيله البريطانيون بانفسهم،بعد الحرب العالمية الاولى، اعتبروا ذالك العمل فيما بعد، بانه اكبر خطا تاريخي وقعوا فيه. ص11
القسم الثاني
كان ارنولد تابلوت ويلسون  رجلا في مقتبل العمر، واكثر شبابا من سلفه "كوكس"، حيث كان موظفا رسميا لدى الحكومة الهندية – البريطانية، وظل يعمل بحماسة شديدة، كملتزم بالقيم والواجبات التي تناط به، من قبل الاميراطورية البريطانية العظمى، ولكن كان ينتابه هو ايضا شعور دائم، بانه على دراية جيدة بكل امور الحياة، وما يفيد الناس لتحقيق مصالحهم، الى درجة انه وصل الى قناعة، مفادها بانه ليس بمقدور الشعوب تدبير شؤونها،لذا فمن المستحسن ان تحكمها الحكومة البريطانية، وليس من قبل انفسها، لان اي شئ من هذا القبيل حسب اعتقاده بمثابة بدعة خطيرة، لا تحمد عقباها. وهذا ماحدث بالفعل اذ ما ان تركز تسيير الامور بيده، حتى سلك نهج سلفه، في التوسع من مناطق النفوذ، وبحماسة اشد اصر على ضم مدينة "كركوك" ومحاولة احتلال "الموصل". ص22
القسم الثالث
لعل سوء الفهم ىبين  الشيخ محمود الحفيد والبريطانيين هو الذي ادى الى حدوث المواجهة والتي سرعان ما تطورت الى الصراع بينهما، حيث كان البريطانيون من جانبهم يبحثون عن شخص مخلص، يستجيب ويعمل وفق ما يملون عليه دون ادنى تذمر – كما كان عليه واقع الحال لدى شيوخ العرب – في خطوة منهم لابعاد انفسهم عن مخاطر ادارة تلك الصراعات بصورة مباشرة. في حين كان اعتقاد الشيخ محمود الحفيد من مجئ البريطانيين، بانه فرصة لتحقيق حلم استقلال كردستان، جعل الشعب الكردي من الشعوب التواقة الى الاستقلال، من خلال الدعم البريطاني له، حالما تنتهي الحرب، وذالك لدرء الخطر المحدق بهم من قبل العرب، والترك والفرس. ص34
القسم الرابع
في تلك الاثناء لم يكن الشيخ "محمود الحفيد" رجلا يقبل بما يملي عليه، سيما بعد ان بداوا يجردونه من السلطات الممنوحة له، حيث اعلن عصيانه، وتصدى للقوات البريطانية التي جاءت لاخماد انتفاضته، الا ان تلك القوات اضطرت الى الانسحاب، لتستنجد بقوات اضافية اخرى، بعدها تمكنت من سحق تلك الانتفاضة. وقد اصيب الشيخ محمود في تلك المواجهة بجروح، فارسل بعدها الى مستشفى عسكري بريطاني في بغداد، وقد زاره هناك ارنولد ويلسون معرضا عليه تليين موقفه، وحينها ايضا عرض عليه ارنولد المبادئ ال(14) للرئيس الامريكي "وودرو ويلسون"، وكذالك الاعلان (الانكلو- فرنسي) الصادر في نوفمبر 1918. غير ان الشيخ محمود ظل متشبثا بموقفه. ص46
القسم الخامس
كعادته تسلم وينستون تشرتشل عمله الجديد بهمة ونشاط غير معهودين، سيما بعد انتفاضة العرب التي استيقظ عليها البريطانيون، ودفعهم ذالك الى اتباع سياسة جديدة وواضحة تجاه العراق، لان ثمة مسائل شائكة اخرى كانت،لا تننظر الحل لذا كانت تستوجب على بريطانيا ان تتخذ قرارات بشانها لحسمها، لا سيما في ما يتعلق بانتداب بريطانيا لفلسطين والاردن. لذا راودت تشر تشل حسم تلك المسائل برمتها، من خلال اجتماع يعقد في مكان غير لندن فكانت العاصمة المصرية "القاهرة" المكان المناسب. ص59

بابەتی زیاتر

Copyright © 2024. Hoshyary.com. All right reserved