اسم الكتاب: قراءة في مفهوم التححديث والاتنمية السياسية
الكاتب: احسان عبد الهادي
اكاديمية التوعية وتاهيل الكوادر
السليمانية 2011
*اذا كان التحديث عملية شاملة لها امتدادات تاريخية، فيمكن اعتبار التحديث السياسي ظاهرة معاصرة ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، وهي عملية معقدة ونوع من انواع التغيير، هدفها احداث تغيرات عميقة في جوانب الحياة السياسية، واحد العوامل التي تؤدي اليها التنمية السياسية، اذ يعتبر التحديث السياسي او الانماء السياسي صياغة تتضمن في مدلولها على ادوات التحول السياسي من مختلف ابعاده، ويدل على مختلف المممارسات والمجهودات القائمة على ارض الواقع في مجال تحقيق اهداف التنمية والتحديث السياسي، والتي تعد عملية اجتماعية مستمرة للتفاعل والتداخل بين الفاعل السياسي والجماهير، من خلال اتساع وازدياد المشاركة السياسية التي تعني ان الافراد يساهمون في النظام السياسي.
*التنمية هي العلم حينما يصبح ثقافة، حيث انفصال العلم عن ثقافة المجتمع، يغيب العلم عن التفاعلات الاجتماعية في ابعادها المادية والفكرية والروحية، وذالك على اعتبار ان الثقافة هي التنمية بمعناها الواسع والذي يشمل السلوك والتقاليد والنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ومن جانب اخر فان غياب البعد الثقافي للبنية العلمية للمجتمع يرسخ في ذهن الفرد الدوغمائية والنظرة الحدية المغلقة والشعور بامتلاك الحقيقة ومن ثم القابلية للتعصب والتطرف ورفض الراي الاخر.
*سابقا كان مفهوم النمو السياسي يقوم على اساس ذي طبيعة اقتصادية، فالبلدان المتقدمة اقتصاديا تؤدي الى وجود نظم سياسية متقدمة، ويكون التصنيع العنصر الاكثر اهمية في التمييز بين درجات تطور النظم السياسية وسير العمل في مؤسساتها.
*من اهم المعايير الماخوذ بها في تعريف التخلف والنمو السياسي هي:
1- الديمقراطية والاستقرار
2- المعيار الماركسي
3- معيار العوامل المتعددة
*من خلال اهتمام فروع العلوم الاجتماعية بالحداثة والتقليد والتحديث، اخذ علماء السياسة على عاتقهم القيام بدراسات وابحاث في اطار التحديث السياسي او التنمية السياسية، وقد توصلت معظم هذه الدراسات والابحاث الى ان المجتمع الحديث يتميز بالتراكم الضخم للمعرفة حول بيئة الانسان، وبانتشار هذه المعرفة في المجتمع.
*ان التحديث كلما تقدم الى امام، كلما احذت عناصر النخبة السياسية في تطوير العلاقات المتبادلة فيما بينها الى حد يسمح بتحقيق التوازن في السلطة السياسية بحيث تنتقل من جماعة الى اخرى بطريقة سلمية، وعندئذ تبدا المؤسسات الديمقراطية بالبروز، وتنظيم المصالح المختلفة من خلال تاليف الاحزاب السياسية التي تمثلها والمتنافسة من طرق الانتخابات للوصول الى السلطة وتنتشر المساهمة في العمل السياسي ويصبح ولاء الفرد ليس الى حزبه فقط وانما الى النظام السياسي كله، ويفترض سياق التحديث هذه مسبقا فرض قواعد القانون وطاعتها، وخاصة تلك القواعد التي تنظم انتقال السلطة من جماعة الى اخرى.
*ان الثقافة السياسية تتكون من الاتجاهات والمعتقدات والقيم والمهارات المنتشرة بين السكان، وهكذا يكون للجماعة الاقليمية او الاثنية او الطبقات الاجتماعية نزعات او ميول خاصة، وقد تكون هناك تقاليد او اتجاهات في مختلف الادوار والبنى والنظم الفرعية للنظام السياسي.
*ان الجانب التنموي في الثقافة السياسية هو مفهوم اكتساب الثقافة الثقافة طابعا علمانيا (اي تلك العملية التي بها يصبح الافراد اكثر عقلانية واكثر تحليلا وتجريبا في عملهم السياسي ) وهذه العملية تفسح التوجهات والانجاهات التقليدية المجال امام عمليات صنع القرار بصورة اكثر دينامية لتضمنها على جمع المعلومات وتقييمها ووضع البدائل واختيار سياق العمل الممكن للعملية السياسية.
بابەتی زیاتر